تتفاعل الأعمال الوثائقية المحلية الجديدة مع الذكرى السابعة والعشرين للاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت عام 1990، مسترجعة شريط تلك الفاجعة، التي قتلت ودمرت مبادىء الجوار والإنسانية، مستلهمة الدروس والعبر، ومستعرضة شهادات لشخصيات كويتية من مختلف التوجهات عاصرت تلك المرحلة الصعبة من تاريخ الكويت.
في هذا الجانب قال المخرج د. علي حسن أن فيلمه الوثائقي الدرامي «سنة 900» سيعرض الليلة عبر شاشة تلفزيون الكويت الساعة العاشرة مساء، وهو يرصد بطولات الشعب الكويتي ضد الاحتلال، ويحاكي تلك المرحلة، عبر قصص وشهادات وروايات متعددة، لافتا إلى أن عملية التحضير والتنفيذ لهذا العمل امتدت عدة شهور بهدف الخروج بعمل فني يجسد روح الوطنية والولاء والانتماء والتضحية التي سطرتها قيادة وشعب دولة الكويت إبان الاحتلال العراقي البغيض يوم الثاني من أغسطس الأسود قبل 27 عاما مضت.
توثيق ودراما
وأضاف: «أن الفيلم عبارة عن توليفة جمعت بين التوثيق والدراما عبر حبكة من المواقف والأحداث والشهادات المستمدة من مواطنين ومواطنات عايشوا تلك المرحلة العصيبة من الاحتلال العراقي الغاشم، إلى جانب أنه يسطر بطولات وأحداثا ومواقف لم يتم الكشف عنها ولم ترو من قبل، بينها العمل الوطني البطولي إبان إطلاق الإذاعة السرية آنذاك، لافتا إلى أنه يعتبر قصيدة عشق للكويت الغالية تحتفي بالتضحيات الجسام التى قدمها ابناء هذه الارض الطيبة في كل المواقع من أجل مواجهة الاحتلال الصدامي البغيض».
مشاركات متعددة
لفت حسن إلى أن الفيلم شاركت فيه عدة شخصيات في مختلف المجالات بينهم: اللواء الركن البحري متقاعد علي دشتي، عبدالوهاب الوزان، الإعلاميون يوسف عبدالحميد الجاسم، سلوى حسين، محمد القحطاني، يوسف مصطفى، عامر العجمي، توفيق الأمير، شاكر محمود، اللواء ركن طيار المتقاعد يوسف الملا، اللواء ركن طيار المتقاعد طاهر الفيلكاوي، اللواء ركن طيار المتقاعد محمد مبارك، حميد خاجه، علي القبندي، بدر الخشتي، مشعل مبارك، عادل عابدين، فاطمة العيسى، المحامية كوثر الجوعان، د.غانم النجار واعتدال العيار.
وبين حسن أن فيلم «سنة 900» ، قام بالتعليق على احداثه محمد القحطاني وكيل وزارة الاعلام المساعد لشؤون الاخبار سابقا، ولقد استخدم فيه بالتصوير أحدث الكاميرات بتقنية «الفوركي»، وقام في الإخراج إلى جانب السيناريو بمشاركة سلطان مناع والمنتج محمد شمس الدين، مساعد الاخراج عبدالعزيز دشتي وعبدالله حسن، ترجمة سعود العوض، الموسيقى التصويرية جاسم الخلف، وشارك في التمثيل علي كمال، فالح المياس، محمد دشتي، محمد جاسم حياة وآخرون.
نضال المرأة
من جانبها، عبرت المخرجة الكويتية راقية المتعب عن سعادتها لتقديم تجربة وطنية جديدة عبارة عن فيلم وثائقي بعنوان «نساء من بلدي»، الذي يوثق نضال المرأة الكويتية خلال فترة الغزو العراقي الغاشم، لافتة إلى أن تلك التجربة تأتي بعد تعاونها مع تلفزيون الكويت خلال فيلم «روح الكويت» الذي قدمته هذا العام بمناسبة مرور الذكرى الحادية عشرة لتولي الأمير مقاليد الحكم.
شخصيات نسائية
وحول الشخصيات النسائية، التي تحدثت عبر شهاداتها في الفيلم قالت المتعب : «إن الفيلم عبارة عن سيرة لا تنسى من سلسلة عطاءات ومواقف المرأة الكويتية في النضال من أجل تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم، حيث تروى مواقف من شهود عيان للمرة الأولى عاصروا تلك المرحلة من نساء الكويت بينهن: الأديبة ليلى العثمان، التي كسرت قلمها وأبت إلا أن تكتب وهي ترى وطنها محتلا، وقامت بتوزيع المنشورات والخروج بالتظاهرات أسوة بأخواتها الكويتيات بكل شجاعة، الى جانب الشيخة بيبي اليوسف الصباح، التى كانت منذ لحظات الاولى للغزو بمنزلة صوت المرأه وصوت الكويت في القاهرة من خلال إنشاء حشد شعبي عالمي يؤيد قضية الكويت العادلة، كما تروي السيدة رشا الرومي عن التضحيات التي قدمتها في المقاومة الكويتية هي وزوجها الشهيد يوسف الفلاح منذ الساعات الأولى للغزو حتى استشهاده برصاص غادر من العدو أمام منزله، كما تقدم هيفاء النكاس مسؤولة دار الرعاية بوزارة الشؤون آنذاك، مواقف أليمة تعرضت لها فتيات الدار، والمعاناة التى بذلت من اجل الحفاظ عليهن، وقصة الطفلة «موضي» التى ماتت نتيجة الإهمال الطبي أثناء إجراء عملية شديدة الخطورة في ظل إمكانات ضئيلة».
واستطردت قائلة: «إلى جانب دور السيدة ايمان الشراح التى كانت تؤدي عملا بطوليا في اتجاه آخر، وهي كتابة الشعارات على جدران الكويت المؤيدة للشرعية الكويتية من أجل رفع همة المواطنين الصامدين، مما عرضها لأكثر من مرة للأسر والسجن والتحقيق، كذلك دور السيدة منائر مصطفى التى تعرضت للأسر لفترة طويلة كونها كانت تقوم بتوزيع المؤن على الكويتيين، وايضا المبالغ التى تصل للكويتين من قبل الحكومة الكويتية».
الفيلم للكاتبة كوثر عبدالله الجوعان، التي نسجت أحداث هذا العمل، الإعداد لفريدة الكندري وحسن بوشهري، التعليق لفيحاء السعيد، مونتاج على الشراح، غرافيكس محمد الشيخ، تصوير محمد علي ومساعد مخرج رقية الشراح.
فيلم 7 شهور
يعرض تلفزيون دولة الكويت مساء اليوم الاربعاء الفيلم الوثائقي «77 شهور» من انتاج المخرج عبدالله بوشهري واخراج علي حسن.
وعن هذة التجربة يتحدث المنتج عبدالله بوشهري قائلا: هذا الفيلم الوثائقي يتطرق إلى الشهور السبعة المظلمة من الاحتلال العراقي الغاشم في الثاني من أغسطس 1990، وفيه ذكرى أليمة في ذاكرة الكويت وأهلها.
وأشار إلى أنه مع مرور السنين تبرز أهمية استحضار الدروس المستفادة من هذه الكارثة الكبرى في تاريخ دولة الكويت الحديث، التي أكد الكويتيون خلالها أنهم بوحدتهم الوطنية وتضحياتهم وأعمالهم وعطائهم الوطني، أقوى من كل المحن والمؤامرات، لتظل في الذاكرة الكويتية عبر الأجيال، خاصة للأجيال الشابة التي لم تدرك هذه الأحداث من خلال هذا الفيلم الوثائقي.
وبين بوشهري إن العمل مدته 800 دقيقة تلفزيونية ويتضمن عدة محطات خلال الشهور السبعة المظلمة في التاريخ والذاكرة الكويتية، منذ اللحظات الأولى للغزو العراقي الغاشم، ويمثل هذا الفيلم الوثائقي وثيقة تلفزيونية هامة للمكتبة التلفزيونية الكويتية.
لقاءات توثيقية
وعن أبرز المقابلا يتحدث بوشهري قائلا: هناك مقابلات عديدة تتطرق لتفاصيل مهمة تذكر لأول مرة من شخصيات تظهر بالفيلم بمقابلات حصرية، مثل المغفور له الشيخ راشد الحمود الصباح، والمغفور له الشيخ صباح الناصر الصباح، وشخصيات أخرى.
