المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار عربية

أعياد الميلاد في فلسطين أيام فرح ورسائل تعايش ومحبة

المصدر /البيان

أعطت أعياد الميلاد في فلسطين، مثالاً يحتذى في التسامح والتعايش الديني، ففي غمرة احتفالات الطوائف المسيحية، ثمة رسائل ذات مغزى ومعنى، بأن الوجود المسيحي الأصيل في فلسطين، هو جوهر العلاقة النموذجية مع المسلمين، الذين يسارعون في كل عام، للاحتفاء مع إخوانهم المسيحيين.

وجليّ أن فلسطين هي الأرض التي ظهرت فيها المسيحية، قبل أن تنتشر في أرجاء العالم، ومن هنا فلا يمكن لأحد أن يزعزع الوجود التاريخي لهذه الطائفة، أو يغلق أبواب المستقبل والحياة الكريمة والمستقلة أمامها.

في ساحة المهد بمدينة بيت لحم، تُذكّرك الفرق الكشفية التي تتبع لمؤسسات إسلامية، وهي تقرع طبولها فرحاً واستبشاراً بهذه المناسبة، وكذلك جموع الفلسطينيين من المسلمين، المحتفلين بأعياد الميلاد جنباً إلى جنب مع الطوائف المسيحية، بالعهدة العمرية، الناظمة للعلاقة التاريخية بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين، والتي غدت نموذجاً إيجابياً للعلاقة بين الأديان.

وأمام كنيسة المهد تُقرع الأجراس إيذاناً ببدء الاحتفالات بالأعياد، وتدق الطبول، ولا يقطع هذه الجوقة الرائعة، إلا صوت الآذان من مسجد عمر، لتزداد السيمفونية جمالاً، مع عناق الهلال للصليب.

ولعل الشيء الأكثر وضوحاً في تقاليد الأعياد في فلسطين، والأكثر إثارة للتأمل والانتباه، إقبال المسلمين على تزيين منازلهم بالمصابيح وحبال الزينة، وتوزيع الحلوى على المحتفلين، في أعظم رسالة للتآخي والتسامح والوئام، بين مسلمي هذه الأرض ومسيحييها.

فرصة مثالية

في غمرة الأعياد، يسارع المسيحيون في بيت لحم، لإهداء المسلمين زيتاً لإضاءة قناديل مسجد عمر، في تقليد ورثوه عبر التاريخ، ويجدون في العيد المجيد فرصة مثالية، للتأكيد على أواصر المحبة والتسامح، بينما تُسارع المسيحيات لتقديم النذور أمام المسجد، فيقمن الولائم ويسكبن الطعام لمن يريد من المارّة، ويشارك المطارنة ورجال الدين المسيحي في الفرش السنوي للمسجد العمري.

في بيت لحم، لا يوجد أحياء وحارات للمسلمين وأخرى للمسيحيين، فيسكنون جنباً إلى جنب، في نموذج مميز للتآخي الديني الإسلامي والمسيحي، ما يعطي لهذه المدينة رمزية تاريخية عميقة، يُجمع ساكنوها على جعلها مدينة للمحبة والسلام، وهو ما يجعلها قبلة سياحية للعالم أجمع، بحيث تتدفق إليها جموع الحجيج والمؤمنين حسب التقاليد المسيحية في أعياد الميلاد.

تقول كرستين عليان، القادمة من القدس، إن أعياد الميلاد، هي أيام فرح للجميع، يشارك في طقوسها المسيحي والمسلم، فلا فرق بين هذا وذاك إلا بمقدار التعبير عن الفرح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى