أسواق المال العالمية تتهاوى رغم تدخل البنوك المركزية .. وتعليق التداول في “وول ستريت”
المصدر - الاقتصادية

تهاوت الأسواق العالمية اليوم رغم تدخل المصارف المركزية في جميع أنحاء العالم، سعيا لاحتواء الصدمة الناجمة عن انتشار فيروس كورونا المستجد، فيما ترتفع حصيلة الوباء باطراد، خصوصا في أوروبا ما دفع بالدول إلى إغلاق حدودها وفرض العزلة على شعوبها.
وهوى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 8 في المائة عند الفتح اليوم، ما دفع إلى تعليق تلقائي للتداول 15 دقيقة على مؤشرات الأسهم الرئيسة الثلاثة للمرة الثالثة في ستة أيام، وذلك في ظل تأثر المتعاملين بإجراءات كبيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع من مجلس الاحتياطي الاتحادي لتفادي ركود عالمي.
وبحسب “رويترز”، هبط مؤشر داو جونز الصناعي 2250.46 نقطة بما يعادل 9.71 في المائة إلى 20935.16 نقطة، وفتح ستاندرد آند بورز متراجعا 220.55 نقطة أو 8.14 في المائة ليسجل 2490.47 نقطة، وانخفض مؤشر ناسداك المجمع 482.15 نقطة أو 6.12 في المائة إلى 7392.73 نقطة.
وتواجه الأسواق تقلبات هائلة منذ بدء الأزمة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد، وتضاعفت الأسبوع الماضي مع تسجيل مؤشر “داو جونز” أكبر خسارة له الخميس منذ عام 1987 بنحو 10 في المائة، ثم أعلى ارتفاع له الجمعة منذ أزمة 2008 المالية 9,4 في المائة، فيما تم تعليق التداول في بورصة “وول ستريت”.
ويخشى من دخول الاقتصاد العالمي مرحلة انكماش على خلفية الزيادة الكبيرة في أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في العالم، والإجراءات المشددة، التي تتخذها الدول للحد من توسع انتشاره، ما تثير قلق المستثمرين. وأعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أمس بشكل طارئ إثر الأزمة عن خفض جديد لمعدلات الفائدة الرئيسة حتى قرابة صفر في المائة، وعن برنامج واسع لإعادة شراء أصول بهدف إغراق السوق بالسيولة، واتخذت المصارف المركزية الكبرى في العالم أيضا تدابير لتفادي انهيار الأسواق المالية.
وبحسب “الفرنسية”، أوضح كريستوف لو الاقتصادي في “إف تي إن فايننشل” أن “الوسطاء التجاريين تحت الصدمة، ويقولون لا بد أن الوضع سيئ جدا، ولذا يتخذون كل تلك الإجراءات”، مضيفا “الوضع فعلا سيئ، يكفي أن ننظر للمعطيات الاقتصادية في الصين، أو عدد الوفيات في إيطاليا”.
وأكد الخبير “الهدف من إجراءات الدعم، التي أصدرها الاحتياطي الفيدرالي هو السماح للنظام المالي بمواصلة العمل رغم الصدمة القوية والعالمية في العرض والطلب”، مشيرا إلى أنه “لا يوجد مسؤول في المصارف المركزية يعتقد بأن السياسة المالية قادرة على منع حصول انكماش”.
ولاحظ الخبير الاقتصادي في شركة “غين كابيتال” ماثيو ويليز أنه “في ظل الوضع الحالي، ينتظر الوسطاء بشدة خطة حوافز مالية كبرى من جانب الحكومة الأمريكية”.
وأضاف “طبيعة الفيروس نفسها وإجراءات العزل الناتجة لا يمكن أن تعالجها السياسة المالية، بل ذلك يتطلب مدفوعات مباشرة وإعانات من جانب الحكومة الفيدرالية لمساعدة الأسر والشركات في مواجهة الأزمة بانتظار مرور الأسوأ”.
من جهة أخرى، تهاوت الأسهم الأوروبية اليوم مع تنامي وباء فيروس كورونا في معظم أوروبا في حين فشلت إجراءات التيسير النقدي للبنوك المركزية العالمية في طمأنة المستثمرين بشأن تصاعد الضرر الاقتصادي. ونزل المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 5 في المائة لأقل مستوى منذ 2013 وهبطت البورصات في فرنسا وإسبانيا مع انضمام البلدين لإيطاليا في تطبيق إغلاق محلي للأنشطة، وتراجع مؤشر داكس الألماني 5.3 في المائة، مسجلا أدنى مستوى منذ شباط (فبراير) 2016.
وقلص مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة لما يقرب من الصفر في تحرك عاجل جديد أمس وتعهد بشراء أصول بمليارات الدولارات، وقال إن تأثير الوباء في الاقتصاد “عميق”. وتبعته البنوك المركزية في اليابان وأستراليا ونيوزيلندا بإجراءات خاصة بها ولكن هذا لم يوقف تراجع الأسهم العالمية.
وفي آسيا، نزلت الأسهم اليابانية لأقل مستوى في ثلاثة أعوام ونصف العام اليوم مع فشل تعهد اليابان بدعم الشراء في صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة لمثلي المستويات الحالية في تهدئة قلق المستثمرين.
وجاء تحرك البنك المركزي الذي جرى إعلانه في بيان بعد اجتماع عاجل في حين تعزز البنوك المركزية العالمية جهودها لمكافحة الأثر الاقتصادي المتنامي من وباء فيروس كورونا، وخسر مؤشر نيكاي 2.5 في المائة بعد تعاملات متقلبة ليغلق على 17002.04 نقطة وهو أقل مستوى إغلاق منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2016. وفقد مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2 في المائة إلى 1236.34 نقطة وهو أقل مستوى منذ تموز (يوليو) 2016.
ونزلت 80 في المائة من مؤشرات القطاعات الفرعية في بورصة طوكيو وعددها 33 وكانت القطاعات الأكثر تضررا تلك الخاصة بمنتجات المطاط ومعدات النقل والآلات الكهربائية.
وتضررت أسهم شركات صناعة السيارات بشدة ونزل سهم “تويوتا موتور” 2.4 في المائة و”نيسان موتور” 3.5 في المائة و”هوندا موتور” 3.4 في المائة.
وتعرضت الأسهم الهندية لخسائر حادة في ختام تعاملات اليوم، في ظل حالة الهلع والتراجع، التي أصابت أسواق المال في العالم بسبب المخاوف من تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وتراجع مؤشر سينسكس 30 الرئيس للبورصة الهندية بواقع 2713 نقطة، أي بنحو 8 في المائة ليصل إلى 31390 نقطة في ختام تعاملات اليوم، وجاء تدهور وضع البورصة بشكل أكبر مع ارتفاع عدد حالات الإصابة بالكورونا إلى 114 حالة اليوم.
وعلى الصعيد نفسه، هبطت قيمة الأسهم الأسترالية بأكثر من 7 في المائة خلال تعاملات اليوم في ظل حالة الهلع الناجمة عن تفشي فيروس كورونا. وهوى مؤشر إس آند بي أيه إس إكس 200 الرئيس للبورصة الأسترالية 9.7 في المائة بعد الارتفاع الكبير له يوم الجمعة الذي جاء في أعقاب تصريحات رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، الذي أوصى المواطنين بتجنب التجمعات الكبيرة.
كما تراجعت أغلب بورصات الأوراق المالية الآسيوية، حيث تراجع مؤشر هانج سينج الرئيس لبورصة هونج كونج 4 في المائة، رغم قرار سلطة النقد في المدينة (البنك المركزي) خفض الفائدة لمستوى قياسي بمقدار 64 نقطة أساس إلى 0.86 في المائة.
وهبط مؤشر كوسبي الرئيس لبورصة كوريا الجنوبية 3.2 في المائة وتراجع مؤشر شنغهاي المجمع للأسهم الصينية 3.4 في المائة.
وفي الشرق الأوسط، هبطت أغلب الأسهم الرئيسة في منطقة الخليج بشكل حاد اليوم، إذ فشلت إجراءات تحفيزية، بينها تخفيضات في أسعار الفائدة، في تهدئة قلق المستثمرين حيال الضرر الناجم عن فيروس كورونا، الذي بلغ عدد المصابين به في المنطقة قرابة الألف.
وتراجع مؤشر أبوظبي 7.8 في المائة إلى 3548 نقطة، إذ أغلق سهم بنك أبوظبي الأول على هبوط 10 في المائة.
وفقد مؤشر دبي 6.2 في المائة إلى 1843 نقطة، ما يرفع خسارته منذ بداية آذار (مارس) إلى 33.4 في المائة.
وهبط سهم بنك دبي الاسلامي، الذي أقر مساهموه زيادة نسبة ملكية الأجانب في البنك إلى 40 في المائة، 8.5 في المائة. ونزل سهم “إعمار العقارية” 9.8 في المائة.
وارتفع مؤشر قطر 1.5 في المائة إلى 8431 نقطة، ونزل مؤشر البحرين 1.4 في المائة إلى 1395 نقطة. وفقد مؤشر مسقط 1.8 في المائة ليبلغ 3682 نقطة، وخسر مؤشر الكويت 5 في المائة، مسجلا 4661 نقطة.
وفي القاهرة، نزل المؤشر الرئيس للبورصة المصرية 7.1 في المائة إلى 9429 نقطة، إذ هبطت جميع الأسهم المدرجة عليه إلا واحدا، وهبط سهم البنك التجاري الدولي 6.1 في المائة.