المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

أسدل جفنين ونم! نص – شيخة البرازي

ثمة لحظات عنيدة، لا تنسى، كذكر هبيرة، تبقى رغم مرور الزمان الذي يكلف الوجود أعمارنا.
إننا نجتر الذكريات لنكتشف ولحسن الحظ أنها ليست حقاً.
مع هذا نجدها أفتك من البراض في اغتيالنا.
يقول الشاعر غازي القصيبي: مشكلتي الحقيقية ليست النسيان، مشكلتي كثرة الذكريات.
ربما نسينا ألا نتذكر فطاردتنا الذكريات.
يرى الفيلسوف برغسون أن الذاكرة هي وعاء البقاء، وخادمة الزمان التي تحفظ لنا الكثير من صور الماضي المتراكمة لكي تكون لنا عوناً في حياتنا.
فلا حياة بخرفٍ، ولو كانت هنالك حياةٌ بخرف فهل تكون فناً؟
ذهب كروتشي الى أن أصل الفن يكمن في القدرة على تكوين الصور الذهنية.
لما كانت الذاكرة تعمل على استدعاء الصور الذهنية دون أن تخلقها، فإنها قادرة على صناعة فنٍ منها رغم أنها ليست فعلاً.
لعلنا قد نفلح في الهروب من الذكريات كبطل رواية البؤساء، السجين جان فالجان، الذي نسي ماضيه وغير اسمه وصار عمدةً.
بيد أن البلاء حين يفضل المرء التقهقر وتعشّق الماضي والبطولات بتذكرها مما يجعله عاجزاً بأهواءٍ منعته المجد.
كتب البردوني يقول في ذلك:
فخرنا بالجدود فخر رمادٍ
راح يعتز أنه كان نارا
قد يسر الجدود منك ومني
أن يرونا في جبهة المجد غارا
أتعبت الذكريات واقعنا.. فما السبيل إلى النسيان يا ترى؟
إنه النوم لدى محمود درويش، النوم هو بهجة النسيان العليا فقط أسدل جفنين ونم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى