آية سمارة: انخفاض البوتاسيوم من مسببات الشد العضلي المفاجئ

يحتاج الجسم إلى كثير من المعادن حتى يحافظ على صحة العظام والعضلات والدم، بالإضافة إلى دورها في الحفاظ على كفاءة الوظائف الطبيعية للخلايا وتكوين الإنزيمات اللازمة للعمليات الحيوية في الجسم.
بينت آية سمارة، اختصاصية التغذية في مستشفى دار الشفاء انه يمكن تصنيف المعادن الغذائية إلى فئتين: معادن رئيسية، وهي المعادن التي نحتاج الى تناول كمية منها تعادل 100 ملغ وأكثر يوميا، مثل: الكالسيوم، الفسفور، البوتاسيوم، الصوديوم، المغنيسيوم. اما المعادن الثانوية، فهي العناصر التي نحتاج الى تناولها بكميات قليلة، مثل: الزنك، الحديد، المنغنيز، اليود، الفلور، السيلينوم والكروم.
اهميته
للبوتاسيوم دور مهم في عدة عمليات حيوية في الجسم، مثل:
• الحفاظ على اتزان معدل سكر الدم.
• يرخي للعضلات ويمنع تشنجها. وعليه، فان نقص البوتاسيوم في الجسم يسبب زيادة في تشنج العضلات وتكرار الاصابة بالشد العضلي. ويشمل ذلك جميع العضلات بما فيها عضلة القلب. لذا، فاختلال معدل البوتاسيوم من مسببات اختلال ضربات القلب وانخفاض كفاءة عمل عضلاته.
• الحفاظ على صحة العظام وزيادة كثافتها والوقاية من هشاشة العظام، وذلك عن طريق الحفاظ على مخزون الكالسيوم واتزان معدله في الجسم.
• تنظيم عمل الاعصاب والدماغ وانتقال الاشارات العصبية من الدماغ وإليه. فمعدن الصوديوم والبوتاسيوم هما المسؤولان عن تنظيم نقل ومرور الاشارات العصبية وصحة الخلايا العصبية.
• الحفاظ على اتزان درجة حموضة الدم.
• الحفاظ على اتزان ضغط الدم. لأنه يحافظ على ارتخاء الاوعية الدموية ويقلل تأثير الصوديوم السلبي في ضغط الدم.
• يقلل فرصة الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية واضطراب كهرباء القلب.
• تقليل الشعور بالإجهاد والقلق والإجهاد المزمن.
• الحفاظ على رطوبة خلايا الجلد.
• تحسين عملية التمثيل الغذائي وبخاصة هضم الدهون والكربوهيدرات، ونقصه في الجسم يسبب بطئا وقصورا في هضم هذه المواد.
مضار انخفاضه
بينت الاختصاصية آية ان نقص البوتاسيوم في الجسم أكثر خطورة من ارتفاعه، وشرحت قائلة «لأنه قد يسبب اختلالا في ضربات القلب وتدهورا في صحة العظام والعضلات والامعاء والقلب والاعصاب. كما ان نقصه يسبب قصورا في عملية الهضم وعمل الجهاز الهضمي وتشنج عضلات الامعاء وكثرة الشكوى من الغازات والامساك والغثيان. وبما انه يساعد على ارتخاء العضلات، فنقصه يسبب تكرار الشكوى من نوبات التشنج العضلي (شد عضلي) والتوتر العصبي والاجهاد».
مَن أكثر عرضة لهبوط البوتاسيوم؟
– المصاب بالسكري الذي تضررت لديه الكلى.
– المصاب باعتلالات الكلى وبخاصة الذي وصل الى مرحلة الغسل الكلوي.
– تناول العقاقير المدرة للبول التي تزيد طرح البول او بعض انواع المضادّات الحيوية.
– المصاب بالإسهال المزمن.
– إدمان المشروبات الكحولية.
– من يتبع ريجيما قاسيا وغير صحي.
كيف ترفع البوتاسيوم؟
يوجد البوتاسيوم في عدة اصناف من الطعام وبخاصة في الفواكه والخضار. لذا، فمن النادر ان ينخفض معدله في جسم الاصحاء الذين يتناولون تغذية صحية تتضمن عدة حصص من الفاكهة والخضار. لكن في حالة اكتشاف انخفاض معدله في الجسم ينصح بتناول مصادره مثل: الفواكه المجففة والتمر والموز والبقوليات والعدس والخضار الورقية والبطاطا والبطاطا الحلوة والتين ومنتجات الالبان. كما تحتوي اللحوم والدواجن على كمية قليلة منه.
وما ينظم تركيز البوتاسيوم في الجسم هو نسبة الصوديوم فيه. فارتفاع الصوديوم في الجسم، يحفز الكلى على ادرار البول وزيادة طرح الصوديوم والبوتاسيوم والمعادن الاخرى. وعليه، فان تقليل تناول الموالح والاغذية الغنية بالصوديوم مفيد جدا لرفع تركيز البوتاسيوم في الجسم.
.. وكيف تخفضه؟
ان اكتشف الطبيب ارتفاع معدل البوتاسيوم في الدم، سيطلب منك استشارة اختصاصي التغذية حتى يصف لك نظاما غذائيا منخفضا بالبوتاسيوم ويوفر لجسمك ما يحتاجه من بروتين وكربوهيدرات ودهون. وهذا الامر مهم جدا، حتى لا تتبع حمية قاسية تكون صعبة التطبيق ومضرة لصحتك. واليك قواعد عامة مفيدة لتقليل كمية ما تتناوله من بوتاسيوم:
ان لم تكن مصابا بقصور في الكلى، فينصح بالإكثار من شرب الماء.
تفادي الاغذية الغنية بالبوتاسيوم مثل الفاكهة والخضار والفاكهة المجففة.
تجنب المأكولات المعلبة لان معظمها يحفظ في سوائل غنية بملح كلوريد البوتاسيوم.
تجنب العصائر لأنها تحتوي على عدد من حبات الفاكهة والخضار
تجنب تناول المنتجات الكاملة الحبوب مثل الخبز الاسمر او الارز الاسمر والنخالة واستبدالها بالأرز والخبز الأبيض لأنها تحتوي على نسبة بوتاسيوم قليلة.
قد تحتاج الى تناول حبوب تزيد من طرح البوتاسيوم في البول او مدرة للبول.
سلق الخضار او تنقيعها في الماء لمدة طويلة ثم التخلص من هذا الماء وغسلها بماء جار قبل تناولها.
مَن ينصح بالفحص دورياً؟
نصحت الاختصاصية البعض بالخضوع لفحص الدم بشكل دوري لتقييم وظائف الكلى وتركيز البوتاسيوم والصوديوم ولو مرة سنويا، وهم المصابون بأمراض السكري وارتفاع ضغط الدم وامراض الكلى. حتى يكتشف أي خلل مبكرا ويعالج سريعا قبل ان تحدث مضاعفات صحية.
مَن ينصح بتقليل تناول البوتاسيوم؟
الكلى هي المسؤولة عن ضبط اتزان كمية المعادن في الجسم، واذا اصيبت الكلى بالاعتلال فسيترتب على ذلك حدوث اختلال في فلترة البول وارتفاع معدل المعادن في الدم. وعليه، فإن ارتفاع البوتاسيوم في الجسم دلالة على وجود سبب فزيولوجي وقصور في عمل الكلى نتيجة لمثل: تدهور في حالة السكري او ارتفاع في ضغط الدم او شدة الجفاف او مرض الكلى. وقد يرجع سبب ارتفاع البوتاسيوم الى الإفراط في تناول الأغذية الغنية بالبوتاسيوم او تناول الأدوية التي تمنع الكلى من فقدان ما يكفي من البوتاسيوم.
تناول الطعام وليس الحبوب
يحتوي الغذاء الطبيعي على آلاف من العناصر الغذائية التي تتداخل بطريقة معقدة ومفيدة، لتزيد من امتصاص كل منها عند تناولها وتعزز نشاط بعضها بعضا. وفي لقاء للدكتور فرانك هو، البروفيسور في التغذية والأمراض الوبائية من كلية هارفارد الطبية، اوضح قائلا «ينصح البعض بتناول مكملات غذائية تحتوي على مجموعة من الفيتامينات، وهذا الأمر مفيد ولكنه ليس بفائدة تناول الفيتامينات من مصادرها الطبيعية. ولا يمكن إنكار أن تناول طعام حقيقي أكثر متعة ولذة من بلع حبوب المكملات الغذائية. كما لا بد من الاشارة الى ان عدة دراسات خلصت الى محدودية أثر تناول الحبوب التي تحتوي على فيتامينات ومضادات الأكسدة، بحيث تكاد تكون معدومة. بينما فائدة تناول الاغذية الغنية بمضادات الاكسدة والفيتامينات مثبت وجلي. كما بينت عدة دراسات انخفاض نسبة امتصاص الفيتامينات من الحبوب العقاقيرية مقارنة بامتصاصها الجيد من مصادرها الطبيعية. وعليه، فتبقى النصيحة العامة والأولى هي محاولة تناول تغذية متنوعة وطبيعية ومصادر الفيتامينات والمعادن. فبدلا عن صرف المال على شراء حبوب صناعية تناول حصصا من الفاكهة والخضار. كما لا يغفل هنا التشديد على أهمية تعريض الجلد لأشعة الشمس المباشرة لعدة دقائق يوميا، وذلك لتحفيز تكوين الجسم لفيتامين د الضروري للصحة. وكل ذلك سيضمن حصول الجسم على ما يحتاجه بشكل طبيعي.